بيان سفارة جمهورية أذربيجان في دولة قطر بخصوص الذكرى المئوية للإبادة الجماعية ضد الأذربيجانيين
بيان صحفي لسفارة جمهورية أذربيجان في دولة قطر
في الذكرى المئوية للإبادة الجماعية ضد الأذربيجانيين
إن الإبادة الجماعية وسياسة الترحيل الهادفة التي يقوم بها القوميون الأرمن ومؤيدوهم ضد الأذربيجانيين، التي أجريت على مدى القرنين الماضيين، كانت محفورة في التاريخ الأذربيجاني كصفحات مؤلمة.
ومنذ بداية القرن التاسع عشر، انتقلت آلاف العائلات الأرمنية من إيران وتركيا إلى أراضي أذربيجان التاريخية مثل كاراباخ وناختشوان وزنجزور وإيرافان وغيرها من المقاطعات. لقد كان الغرض من سياسة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي وسياسة الترحيل التي قام و يقوم بها القوميون الأرمن وأنصارهم ضد الأذربيجانيين - التي استمرت لأكثر من قرنين- هوطرد مواطنينا من أراضيهم التاريخية وتأسيس دولة "أرمينيا العظمى" على تلك الأراضي .
لقد تعرض الأذربيجانيون بصورة متكررة للانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والتطهير العرقي والترحيل المصحوبين بمعاملة مهينة و لا إنسانية من جانب القوميين الأرمن و ذلك في أعوام (1905-1907، 1918-1920، 1948-1953، 1988- 1993).
وأفظع مأساة من هذه المآسي ضد الأذربيجانيين هي الإبادة الجماعية التي ارتكبت قبل 100 سنة، و تحديداً في 31 مارس 1918، حيث أنها تختلف في فظائعها الشديدة. فقد استخدم الأرمن ببراعة ثورات شباط / فبراير، وتشرين الأول / أكتوبر من عام 1917 في روسيا، وتمكنوا من تنفيذ ادعاءاتهم القذرة تحت علم البلاشفة .
ومنذ آذار / مارس 1918، قتل آلاف المدنيين الأذربيجانيين على أساس انتمائهم القومي؛ أحرق الناس أحياء، ودمرت الآثار التاريخية النادرة والمدارس والمستشفيات والمساجد.
وكانت المجازر التي ارتكبتها القوات الأرمنية البلشفية في باكو قد اكتسبت نطاقا واسعا في 31 مارس / آذار وفي 1-2 أبريل / نيسان 1918، حيث قتل المدنيين الأبرياء بلا رحمة . وخلال تلك الإبادة الجماعية، قُتل 30000 شخصاً في باكو والقرى المحيطة به بوحشية على أساس الانتماء القومي. وخلال تلك الفترة قصف الأرمن العديد من المباني القديمة، بما في ذلك مبنى الإسماعيلية الذي هو واحد من درر العمارة العالمية، تعرضت مآذن جامعي تازابيروجمعة لتضرر شديد.
لقد جرت أعمال الإبادة الجماعية ضد الأذربيجانيين أساساً في مقاطعات باكو وشماخي وقوبا وكوردامير وساليان وكاراباخ وزنجزور وناختشوان ولنكران بقسوة و وحشية. وخلال أحداث آذار / مارس دمرت 75 قرية في الشماخي تدميراً كاملاً، وقتل 7000 شخص. وفي مقاطعة قوبا أيضا وقعت هذه الأحداث الدموية بنفس الطريقة، أحرقت الجماعات المسلحة الأرمنية 122 قرية، وقتلت الأبرياء بمن فيهم النساء والأطفال. وقد دمرت حوالي 40 قرية في مقاطعة لنكران، وقتل المئات من الأبرياء، كما دمرت وحرقت منازل عديدة.و بوجه عام، قتل مئات الآلاف من مواطنينا في أذربيجان في تلك الفترة. على الرغم من مرور سنوات على تلك الأحداث الدموية لكنها لم تنسى لانها تركت انطباعات لا تمحى في ذكرى شعبنا.
وتجدر الإشارة إلى أنه بموجب المرسوم الذي وقعه الرئيس حيدر علييف "بشأن الإبادة الجماعية للشعب الأذربيجاني" المؤرخ 26 آذار / مارس 1998، تم تقييم هذه الأحداث سياسيا، وأعلن لأول مرة رسمياً عن الإبادة الجماعية ضد الأذربيجانيين من قبل الأرمن.
و يُحتفل يوم 31 مارس سنوياً بذكرى الابادة الجماعية للاذربيجانيين رسميا بالبلد.
ونتيجة لسياستها العدائية التالية التي بدأت منذ عام 1988، احتلت أرمينيا ناغورنو كاراباخ التي تشكل جزءاً لا يتجزأ من أذربيجان، فضلاً عن سبعة مناطق محيطة ، وبالتالي احتلت 20 في المائة من الأراضي الأذربيجانية ، وأصبح مليون نسمة من الأذربيجانيين لاجئين ومشردين داخلياً، وفي سياق هذا الاحتلال، ارتكب القوميون والإرهابيون الأرمن إبادة جماعية في قرى خوجالي وكركيجهان وماليبيلي وقوشتشولار وغاراداجلي و أغدابان وفي مستوطنات أخرى في أذربيجان حيث انتهكت حقوق المواطنين الأذربيجانيين بشكل صارخ.
كل هذا حدث ويحدث أمام أعين المجتمع العالمي الذي وصل إلى مستوى عال من التنمية الثقافية والاقتصادية. ونحن نؤكد بثقة أنه ما دام التقييم القانوني - السياسي لا يعطي للأعمال التخريبية والانفصالية والقومية والإرهاب، فإن البشرية كلها ستكون في خطر.
وندعو المنظمات الدولية إلى دعم الموقف العادل لأذربيجان دون ازدواجية المعايير، ونعتقد أن العدالة ستستعيد قريباً، وستعطى هذه الجريمة العنيفة المرتكبة ضد الإنسانية تقييماً قانونياً دولياً بوصفه عملاً من أعمال الإبادة الجماعية، وسيعاقب مرتكبوها، ونثق بأن وحدة أراضي أذربيجان ستعاد ووسيعود أكثر من مليون مواطن أذربيجاني إلى بيوتهم و سيتحرر الأسرى.